ولد داهي: زيارة الحوض الشرقي حملت مواقف حاسمة رسمت ملامح المرحلة المقبلة

بواسطة ezzein

السفير المختار ولد داهي

التيار (نواكشوط) - قال الوزير السابق والسفير الموريتاني في المملكة العربية السعودية، المختار ولد داهي، إن الزيارة التي اختتمها رئيس الجمهورية لولاية الحوض الشرقي حملت دلالات تنموية وسياسية واجتماعية واضحة، مؤكدا أنها كانت من أكثر زيارات الرئيس تنظيما وتأثيرا على مستوى المتابعة الوطنية.

وأوضح ولد داهي، في تدوينة نشرها على صفحته في الفيس بوك، أن هذه المحطة شكلت فرصة لإطلاق "أكبر برنامج تنموي محلي" من حيث الانتشار وعدد المستفيدين، إذ يشمل جميع الولايات والمقاطعات والبلديات ومعظم القرى في البلاد، مع آجال تنفيذ قصيرة غير مسبوقة.

وأشار إلى أن الزيارة حملت أيضا بعدا سياسيا لافتا، خاصة من خلال الكلمات الافتتاحية للرئيس خلال اللقاءات المفتوحة مع الفاعلين المحليين، والتي تضمنت مواقف حاسمة رسمت ملامح المرحلة المقبلة، سواء على مستوى الحوار الوطني المرتقب أو من خلال تثبيت الآجال الانتخابية نحو استحقاق 2029، مؤكدا أن هذه الرسائل وصلت بوضوح إلى مختلف الجهات المعنية.

وأضاف السفير أن حجم التعبئة الشعبية والاستقبالات التي شهدتها الولاية خلال المحطات المتعددة للزيارة يعكس، "مكانة الأغلبية الرئاسية في الحوض الشرقي"، مرجحا أن مستوى الحضور الشعبي سيكون من الصعب تجاوزه في زيارات الولايات الأخرى.

واعتبر ولد داهي أن الزيارة جسدت دعوة صريحة لإعلاء قيم المواطنة والقطيعة مع المظاهر السلبية للقبلية والشرائحية والمناطقية، مستشهدا بكلمة الرئيس خلال محطة انبيكت لحواش التي ركزت على هذا البعد.

وأكد السفير أن الزيارة تميزت بحسن التنظيم شكلا ومضمونا، إذ ضم الوفد الوزاري جميع القطاعات المرتبطة بالبرنامج التنموي، وكان الوزراء يتلقون التعليمات بالرد على المداخلات أو الذهاب ميدانيا لمعالجة بعض الملفات، كما حرص الرئيس، في كل لقاء مفتوح، على التطرق لملفات تحظى باهتمام الرأي العام، مثل الحوار، وشائعات الترشح، ومحاربة الفساد، وتعزيز المواطنة، وقضية التعليم.

وأشار ولد داهي إلى أن الزيارة حملت طابعا ديمقراطيا، حيث سمعت في هامشها أصوات تساند معارضين للنظام، كما شهدت بعض اللقاءات مداخلات نقدية “ساخنة وساخرة” حول أداء المرافق العمومية، دون تسجيل أي رد فعل متشنج من مرافقي الرئيس أو السلطات المحلية، قائلا إن هذا التعاطي يعكس تقبل النظام للنقد وحرصه على احترام الرأي المخالف.

وأكد ولد داهي على أن زيارة الثمانية أيام كانت حدثا اتصاليا بامتياز، مشيرا إلى أنها جذبت اهتمام الرأي العام الوطني بشكل غير مسبوق، واحتلت مساحة واسعة في النقاش العمومي طيلة فترة إقامتها.